السلام المستعجل.. الغاز يوقف الحرب في اليمن

السلام المستعجل.. الغاز يوقف الحرب في اليمن 

عبدالله السنامي - (الوفاق نيوز): بصورة مفاجأة، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، عن هدنة لمدة شهرين تبدأ من أول أبريل، يصاحبها فك الحصار عن مطار صنعاء، والسماح بدخول السفن التجارية إلى ميناء الحديدة. 

جاءت هذه الهدنة بعد مشاورات غير معلنة، في العاصمة العمانية مسقط، بين الحوثيين من طرف، والتحالف العربي، بحضور المبعوث الأممي، ومتابعة حثيثة من المبعوثين الأمريكي ليندركينغ، و المبعوث السويدي بيتر سيمنبي، أفضت إلى الهدنة المعلنة. 

بالتزامن تتواصل المشاورات اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، برعاية مجلس التعاون الخليجي، بدون جماعة الحوثي التي رفضت المشاركة فيه، واكتفت بمشاورات مسقط. 

الهدنة السريعة رحبت بها الكثير من دول العالم، حتى الرئيس الأمريكي بايدن، وإيران ودول الخليج، والدول العربية والاوربية، وهو مايراه مراقبون نتاج توافق دولي، على خطة السلام في اليمن، نظرا للحاجة المّلحة للطاقة في اليمن (نفط، غاز)، والتي دفعت بها إلى الواجهه الحرب في شرق أوروبا. 

إرهاصات قبل إعلان الهدنة

وفي بداية شهر مارس المنصرم، وصل السفير الهولندي في اليمن بيتر ديريك هوف، إلى صنعاء، في أول زيارة بدبلوماسي غربي منذ فبراير 2015، وقال هوف انه ناقش معالجة خزان صافر المملوء بالنفط في ساحل البحر الأحمر، وكشف موقع الوفاق نيوز عن مهمة السفير الهولندي السرية، والتي تتمثل في خطة لإعادة تصدير الغاز والنفط اليمني، وتقاسم الأرباح بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي. 

وفي سياق متصل، نشط السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، وكثف من تحركاته و اتصالاته مع حكومة الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، ومحافظي محافظات حضرموت وشبوة ومأرب. 

وعلى الصعيد نفسه في شهر مارس، وصل المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال الواقعة على البحر العربي في شواطئ محافظة شبوة، ترافقه القائمة بأعمال سفارة واشنطن في اليمن، كاثي ويستلي، وقيادات من شركتَي هنت، وتوتال، ناقش ليندركينغ مع محافظ المحافظة، عوض الوزير العولقي، العوائق الأمنية والعسكرية التي قد تتسبّب بإعاقة إنتاج وتصدير الغاز المسال من قطاع 18 النفطي إلى منشأة بلحاف، وفقاً لـ المركز الإعلامي لمحافظة شبوة. 

وسبق زيارة الوفد الأمريكي شبوة، لقاء أجراه في الرياض مع هادي، وأيضاً بعد محادثات مع محافظ حضرموت، اللواء فرج البحسني، في مدينة المكلا، تركّزت حول إعادة تصدير الغاز والنفط اليمني.

 التحرّك الأميركي - الأوربي، جاء مع اندلاع الحرب شرق أوربا مع غزو روسيا لأوكرانيا، ويندرج في إطار السعي إلى إيجاد بدائل من الغاز الروسي المصدر إلى أوربا، ويُنظر إلى الغاز اليمني إلى أنه يمكن أن يسهم، جزئياً، في سدّ احتياجات السوق الأوروبية. 


وفقاً لمسؤولين شركة توتال، فإن الخطة الغربية تهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 8 مليون طن سنويا، وهو ما يخالف الاتفاق المبرم مع شركة توتال الذي يقضي بإنتاج  5.3 ملايين طن سنوياً.

وكانت مصادر صحفية تحدثت عن قيام شركة  توتال، بالتنسيق مع  كلّ الشركاء في الشركة اليمنية للغاز المسال، وهم هنت، وأس كي، و هونداي، وكوجاز، وتم الاتفاق على إعادة الإنتاج والتصدير والتسويق من قطاع 18، الذي تتجاوز احتياطاته الغازية 10 تريليون قدم مكعب. 
#الوفاق_نيوز